Friday, April 17, 2009

تقرير شامل حول وضعية الهوية الامازيغية
في اعلامنا السمعي البصري خلال الشهور الماضية

مقدمة
ان وضعية الهوية الامازيغية في مجال السمعي البصري عرفت منذ اخر تقريري المنشور في ماي 2008 عدة تراجعات خطيرة تجعلنا نشعر اننا مازلنا نعيش في عقد الثمانينات من خلال عودة المصطلحات القديمة الى التداول الاعلامي مثل الظهير البربري و الحصان البربري و الوطن العربي الخ من هذه المصطلحات العنصرية تتحدى حركتنا الامازيغية الموجودة في المعهد الملكي للثقافة الامازيغية او الموجودة في الساحة الثقافية و السياسية و ترسل اليها بعدة رسائل مفادها اننا نستطيع ان نحيي مقدساتنا المشرقية و نستطيع اختراع اكاذيب جديدة من اجل الحد من نضالكم السخيف .

تقييم الاعلام السمعي الامازيغي
و هكذا تقول رسائل حركات العروبة و الاسلام السياسي للامازيغ ن لمغرب الذين يطالبون بحقهم الطبيعي و المشروع في الاعلام السمعي البصري منذ عقود طويلة إذ فعلا تحققت مجموعة من المكاسب النضالية فعلى مستوى الاذاعة الامازيغية التي كانت خاضعة لخطاب التخلف القروي المعادي لتقدم مجتمعنا الامازيغي على كافة المستويات و الاصعدة حيث كانت هذه الاذاعة لا تتطرق الى عدة قضايا كالقضية الامازيغية و قضية المراة و استطلاع واقع بوادينا الامازيغية بينما اليوم اذاعتنا الامازيغية أصبحت متطورة علي كافة الاصعدة و اصبحت اكثر قربا من اهتمامات المستمع الامازيغي داخل الوطن و خارجه و هذه الاهتمامات تختلف حسب الأذواق و المستوى الفكري فبرامج هذه الاذاعة صارت تلامس عدة قضايا جوهرية مثل تاريخ الامازيغيين من خلال برنامج تيمزار الذي يقدمه المنشط الحسين بوزيت و هدف هذا البرنامج هو التعرف على تاريخ و حضارة مناطق سوس بتعاون مع الاساتذة او مع الناس العادين غير انهم لا يتوفرون على أي تكوين تاريخي يمنعهم من الوقوع في اخطاء واضحة لكن هذا البرنامج يعتبر اساسي بالنظر الى خرافات جديدة تحاول اختزال تاريخ المغرب في 12 قرنا.
هناك برنامج استطلاعي يسافر الى بوادينا الفقيرة قصد التعرف عن مسار التنمية و التقدم حيث كانت الاذاعة بمنطقة تالسينت و ايموزار اداوتنان الخ من مناطقنا العزيزة و هذا البرنامج يبث طوال اربع ساعات من النقاش مع الجماعات و الجمعيات المحلية و مع سكان تلك المناطق الذين يتحدثون عن مطالبهم التنموية و الاجتماعية اذن هذا البرنامج هو منبر هؤلاء القرويين البؤساء لطرح قضاياهم الحقيقية لكن هناك البعض ظلوا يرفعون قضايا الشرق الاوسط طوال اكثر من 50 سنة و يجعلونها في المرتبة الاولى و يتركون قضايانا الحقيقية في سلة الازبال.
اذا كانت الاذاعة الامازيغية قد اخذت تتطور و تساهم في انتاج افكار جديدة تتناسب مع العهد الجديد فبرامجها الدينية او بعضها مازالت تعيش في العقود الماضية حيث استمع منذ طفولتي لبرنامج ديني يقدمه الفقيه اعمون مولاي البشير الذي احترمه باعتباره ابن منطقة اورير ن ايت ناصر نواحي اداوتنان لكنه لم يتحرر من خطابه السلفي المرفود بالنسبة لي لانه أي هذا الاخير يناهض التقدم و يكرس دونية المراة التي حسب نظريته الخاصة عليها البقاء في بيتها لتربية ابناءها و الاهتمام بزوجها لا غير و هذا ليس من تقاليدنا في شيء و حتى
من الناحية التاريخية الخ بمعنى ان خطاب هذا الفقيه الموقر اصبح متجاوزا و لا يصلح نهائيا لعصرنا المتطور و هذا يعد رايي الشخصي و بالاضافة ان بلدنا هذا قد بدا تحصين هويته الاسلامية من مخاطر المد الوهابي و المد الشيعي كما تقوله الجهات الرسمية فاذن ان الخطاب الديني عليه التخلي عن الافكار المتخلفة و الاتجاه نحو الحداثة بشكل حقيقي يضمن الحقوق و الواجبات.
و خلاصة القول ان الاذاعة الامازيغية عليها كسب رهان الجودة في كافة برامجها المختلفة و رهان المنافسة مع الاذاعات الخاصة الناطقة بالامازيغية كراديو بلوس و بعض البرامج الناجحة من حيث الجودة مثل برنامج انموكار ن تفاوين د ؤمارك الذي تقدمه الاستاذة زينة همو الخ .
الاعلام البصري الامازيغي اية افاق مستقبلية؟
ابدا كلامي هذا بعدة اسئلة جوهرية بالنسبة لنا كمجتمع امازيغي اولها
هو لماذا نطالب بانشاء القناة الامازيغية منذ ميثاق اكادير التاريخي هل الاعلام البصري انذاك كان يهتم بنشر اللغة و الثقافة الامازيغيتان ام العكس ثم ماذا نقصد بمشروع القناة الامازيغية ؟
اعتقد على ان اعلامنا البصري منذ انشاء التلفزة المغربية قد اعترف بواقع المغرب السياسي و الايديولوجي القائل بان هويته الثقافية هي العروبة و الاسلام المشرقي من خلال التركيز على الانتاج المصري من الاغاني و الافلام اكثر احيانا من الانتاج الوطني الناطق بالدارجة المغربية في وقت من اوقات ثم جاء عصر المسلسلات المترجمة الى الفرنسية في اول الامر و بعد فترة ظهرت المسلسلات المكسيكية المترجمة الى الفصحى أي ان المغاربة قد تعلموا اللهجة المصرية و الفصحى اكثر من معرفتهم لفروع اللغة الامازيغية الثلاث الموجودة في المغرب و هذا راجع الى تهميش الامازيغية في اعلامنا البصري خصوصا لعقود طويلة حتى اعلان الملك محمد السادس عن تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية المسؤول على عملية ادماج الامازيغية في المنظومة التربوية
و الاعلامية بتطوير الاذاعة الامازيغية و تعزيز مكانتها في قنواتنا التلفزيونية الوطنية من خلال انتاج البرامج في مختلف الميادين و انتاج 12 فليما او مسرحية سنويا الخ من شروط دفتر التحملات التي لم تحترمها هذه القنوات الى حد الان بل تتلاعب حيث ان القناة الاولى تبث البرنامج الامازيغي على الساعة العاشرة صباحا كأن الامازيغيين لا يتوفرون على اعمالهم اليومية في الادارات العمومية و في المحلات التجارية الخ.
و بالنسبة للقناة الثانية فاسجل على انها بالرغم من كل سلبياتها الكثيرة تجاه الهوية الامازيغية طوال 20 سنة غير انها قامت بانجاز برامج استطلاعية رائعة حول واقع بوادينا الفقيرة لعل اخرها هو برنامج الوجه الاخر الذي انتقل الى منطقة ايت عبدي نواحي اقليم ازيلال لرصد مهنة القابلة أي المتخصصة في التوليد و اظهر هذا البرنامج حقائق الخصاص الواضح في مختلف الميادين و في مقدمتها الميدان الصحي.
قبل انتقال الى نقطة القناة الامازيغية و اهداف تاسيسها المتعددة لا بد من الاشارة سريعا على ان القناة الامازيغية تعد مطلبا شعبيا ياخذ بعين الاعتبار الاسباب التالية اولا ان الامازيغيين هم يشكلون اغلبية المجتمع المغربي و مع ذلك فهويتهم ظلت في
الظل اعلاميا منذ تاسيس التلفزة المغربية سنة 1963 ,
ثانيا يدخل هذا المشروع في اطار تعزيز مكانة هذه الهوية الغنية في فضاء السمعي البصري الوطني,
ثالثا و الاهم ان المغرب دولة اختارت السير على خطى الديمقراطية و حقوق الانسان على جميع الاصعدة و المستويات.
و من هذه المنطلقات الاساسية يظهر لي على ان اهداف هذا المشروع يجب ان
تعتمد على الواقعية و الجودة في مختلف برامجها المنتظرة ان تعكس اهداف الحركة الامازيغية لا غير بمعنى ان القناة الامازيغية عليها التمتع باستقلاليتها الفكرية و الايديولوجية من اجل خدمة الامازيغية كهوية ثقافية و كبعد ديني و كما عليها الاسهام بشكل كبير في تنمية الانسان الامازيغي على المستوى الثقافي و الفكري يجعله واعيا بذاته اولا و بقضاياه الاجتماعية و السياسية و هكذا نريد ان تكون قناتنا الامازيغية الا ان هناك بعض المخاوف المشروعة من طرفنا بعد التاجيل المستمر لانطلاقة هذه القناة منذ اكتوبر 2006 الى الان بحكم كلام صديقي الاستاذ احمد عصيد المنشور في جريدة بيان اليوم حيث اكذ على استحالة انطلاقتها في شتنبر القادم كموعد حددته وزارة الاتصال سالفا و هنا تساءل كبير هو الا يستحق الامازيغيين قناة تلفازية تتحدث بلسانهم و تتطرق الى همومهم اليومية بينما بقية قنواتنا الوطنية مازالت سجينة المشرق و قضاياه الخاصة.

المهدي مالك

No comments: