أهمية تـدوين مـوروثنا الأمـازيغي
إن أردت أن تمحي شعبا من الوجود فدمر تاريخه وحوله إلى شعب بلا تاريخ بعد ذلك سيندثر من تلقاء نفسه ولن يجد ما يستند عليه من أجل البقاء والاستمرار، كما هو الشأن بالنسبة للمعتقد الديني. فإن أردت أن تدمر دين قوم فدمر ما يستندون عليه من قرآن أو زبور أو تورات... وهي مقولة متواتر عن أحد القادة العسكريين الإفرنجة عندما قال لأصحابه: يجب القضاء على القرآن إن أردت أن تئدوا عقيدة الإسلام... فكل شيء مبني على التدوين والورق من عصر اختراع الكتابة إلى أن يسوي الله بين السماء والأرض...
أما بالنسبة للتدوين الأمازيغي فحتى لو أنه قديم جدا وأن حروف تفيناغ قديمة كذلك وأول رواية مكتوبة في تاريخ البشرية تعود لمدون أمازيغي تحت عنوان الحمار الذهبي...
لكن هذا التدوين تعرض لأزمات ونكسات لطالما كسرت شوكته على مر العصور الغابرة خاصة وأن الإنسان الأمازيغي شيد تاريخه المجيد بالسيف كبديل عن القلم ولم يولي أهمية كبرى للقلم رغم أنه كالسيف أو أشد في بعض الحالات.
وبقي التدوين الأمازيغي يشهد فترات نمو وتراجع مستمر لكن مجيء التدوين الإلكتروني أعطى نفسا جديدا لتاريخ الأمازيغ، فعبر شبكة الأنترنيت أضحى الأمازيغ يتواصلون عن كثب فيما بينهم ويتبادلون معلومات ثمينة لن تستطيع الكتب حملها ما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وأصبح المدون الأمازيغي يتواصل قبل أن يكتب وفي هدا التواصل يصقل مواهبه ومعارفه جديا قبل أن يضعها مادة للاستهلاك في يدي المتلقي...
وفي خضم هذه الحملة التدوينية الأمازيغية التي رأت النور بتزامن مع وصول تكنولوجيا المعلوميات إلى مدن تامزغا نشأ الاتحاد العالمي للمدونين الأمازيغ وهو اتحاد يضم فئة من أبناء تامزغا الحاملين لهم إمازيغن في العالم وهم مقتنعون بالرسالة التي يحملونها على عاتقهم من أجل مجتمعهم في كل بلاد تامزغا وفي المهجر كذلك فهم يكتبون عن همومهم اليومية وعن انشغالاتهم السياسية ومعاركهم الحامية مع الأنظمة العروبية الطاغية كما يقفون سدا منيعا في وجه المؤلفة قلوبهم من مرتزقة تامزغا الوصوليون والانتهازيون وعباد الأنا فالشعب الأمازيغي ليس شعبا مختارا ولا صفيا فمن واجب كل أمازيغي أن يبدأ في عملية المسح من مقدمة قدمه إلى ما تحده بصره إن استطاع إلى ذلك سبيل...
وأن كانت مسيرة التدوين الأمازيغي تسير رغم أن الكثير من الكلاب تنبح وتأكل من خيط رباطها فإن دلك لدليل على أن الشعب الأمازيغي في مرحلة استرجاع وعيه الجماعي من أجل إعادة كتابة تاريخه القومي الذي دمرته براغيث عروبية وقطعا فأن الشعب الأمازيغي لن يستطيع رؤية نفسه بعيون الآخرين عربية أو غربية الأمر سواء... انه يريد رؤية نفسه بعيون أمازيغية صافية تطل من جبال الأطلس في أفق يمتد حتى هضبة سوى بمصر ومهما حاول البعض ذر الرماد في هذه العيون الأمازيغية فإنها سائرة في طريق الانبعاث من جديد ويكفينا فخرا تاريخ زعماء قبائلنا الأمازيغية الذي يشهد به العدو اللدود قبل الخل الودود...
نائب الكاتب العام :
المتقي اشهبار
المتقي اشهبار
Distributed by Tadukli
No comments:
Post a Comment